شيزلونج | رحلة نحو الشفاء النفسي والتوازن العاطفي مع منصة وعي

بقلم د. رباب محي الدين
استشاري المناعة النفسية العصبية الإكلينيكي والعلاج التكميلي والعلاقات الأسرية
دكتوراه العلوم النفسية المتقدمة – جامعة نيويورك

أعزائي متابعي منصة وعي للاستشارات النفسية، كل التحية والتقدير..

قبل أن أكون استشاري نفسي وأعرف أن ما من أحد إلا وكتب له أن يخوض معاركه الخاصة، أحدث حضراتكم بصفتي الشخصية كإنسان.

فالحياة، وإن كان جميعنا يتألم ويحزن وتمر عليه لحظات ثقال كأنها الدهر، إلا أنه ما من حال يدوم. وبفضل الله توجد دائمًا المخارج، ولقد وهبنا الله من العلم والصبر والوعي والإرادة ما يجعلنا نجتهد ونقاوم ونسعى في طريق النجاة، لنقاوم الضغوط النفسية بشتى صورها ونواجه وطأة المرض.

أعلم أن هناك بعض الأمراض النفسية كالأمراض الفصامية والذهانية التي قد تطول وتشتد وطأتها وتحتاج إلى صبر وجهد أكبر، سواء من المريض أو ذويه وأيضًا من المعالج المختص بالحالة. ولكن الله أكبر من كل ذلك، وهو الذي إذا قدر شيئًا قال له: "كن" فيكون.

من خلال منصة وعي وخبراء العلاج النفسي، نحن جميعًا لا نتعامل من خلال الغرف المغلقة التي تنطوي على آهات ودموع المتألمين، بل نطبق ما تعلمناه من مناهج المدارس السلوكية والتحليلية في العلاج النفسي والعصبي.

لكننا نضع قلوبنا وإنسانيتنا ومهنيتنا وخبراتنا وأخلاقنا بين يدي كل متألم، ونشعر تمامًا بما يشعر به، ونهب له آذانًا صاغية، ونسخر له جميع أدواتنا وفنون خبراتنا التي تجاوزت العديد من الأعوام، واستقيناها ليس فقط من مراجع وكتب العلم ولكن أيضًا من الحياة.

وغاية آمالنا وأعظم نجاحاتنا عندما نرى البسمة وشعور الرضا والسلام النفسي يملأ وجدان كل من يلجأ إلينا لنكون بجانبه وهو يجتاز أزماته أو ظروفه النفسية الصعبة. وكذلك نقف بجانب الأسر التي أوشكت على الانهيار، وحالات الفقد، وحالات التعافي من الإدمان، وغير ذلك من شتى أنواع الاضطرابات النفسية والضغوط الحياتية المختلفة، وكذلك الأمراض النفسية المزمنة.

نحن معكم وإلى جواركم حتى تصبح الحياة أكثر يسرًا، وقادرين معنا – وبفضل الله – على التخطّي والتجاوز والتحرك قدمًا. لن نفلت أيديكم أبدًا، نحن معكم على مدار اليوم بمختلف تخصصاتنا، متمنين لكم من الله حياة سعيدة مليئة بالأمل والتفاؤل.

وسوف أستكمل بنفسي الرحلة معكم بعد التعافي، بتوجيهكم لمهارات أخرى في تنمية المناعة النفسية لديكم، وتعلم المرونة والتكيف على مواجهة الصدمات، وتحقيق التوازن النفسي والعاطفي، وأقصى درجات الثبات الانفعالي والصلابة النفسية.

أسأل الله لي ولكم جميعًا التوفيق، وكل الصحة والعافية...