العلاقات السامة: كيف تؤثر على صحتك النفسية والجسدية؟

العلاقات السامة: كيف تؤثر على صحتك النفسية والجسدية؟

بقلم: دعاء المصري – أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري

تُعد العلاقات من أهم جوانب الحياة، فهي التي تمنحها معنى ودفء وأمان. لكن في نفس الوقت، قد تتحول العلاقات إلى مصدر ضغط نفسي كبير إذا كانت ضارة أو سامة. العلاقات التي تقوم على السيطرة، الانتقاد المستمر، أو الاستغلال العاطفي تؤدي إلى شعور دائم بالتوتر، القلق، وانخفاض احترام الذات.

العلاقة السامة ليست مجرد خلافات أو مشاكل عابرة، بل هي استنزاف حقيقي للطاقة. يجد الشخص نفسه مضطرًا للتفكير ألف مرة قبل أن يتحدث، خوفًا من الانتقاد أو الرفض. ومع مرور الوقت يبدأ في فقدان ثقته بنفسه ويشعر أن قيمته مرهونة برضا الطرف الآخر.

هذا الضغط ينعكس على الصحة النفسية والجسدية في صورة أرق، صداع، مشكلات هضمية، وضعف في جهاز المناعة. كما يؤدي إلى ضعف القدرة على التركيز وانخفاض الإنتاجية بشكل ملحوظ.

الحلول للتعامل مع العلاقات السامة 👇

  • إعطاء النفس وقتًا: بعد الخروج من علاقة سامة، لا تضغط على نفسك لتكون بخير فورًا. مارس أنشطة تعيد لك طاقتك مثل الرياضة، الخروج مع الأصدقاء، أو تعلم مهارة جديدة.
  • فصل التجربة عن الذات: فشل العلاقة لا يعني أنك فاشل، ولا يعني أن جميع العلاقات المستقبلية محكومة بالفشل.
  • فهم حقيقة التغيير: لا أحد يتغير من أجل الآخر قسرًا. محاولتك المستمرة لإصلاح الطرف الآخر قد تستهلكك بالكامل.
  • التعامل مع الوحدة: الوحدة ليست نهاية المطاف. بل قد تكون فرصة لإعادة اكتشاف الذات وبناء شخصية أقوى.
  • مواجهة التلاعب النفسي: لا تسمح لشخص أن يقنعك بأنك السبب في كل ما يحدث. المشكلة عنده هو، وليست عندك. أحب نفسك وتمسك بقيمتك.
  • في بيئة العمل: ضع حدودًا واضحة، تجنب الأحاديث السلبية، وركز على أهدافك. وفي حال اضطررت للتعامل مع أشخاص سامين، التزم الحزم الهادئ والاحترافية.

الخلاصة

العلاقات السامة تشبه السم البطيء، تؤثر على تفاصيل حياتنا النفسية والجسدية. لكن الوعي بضررها هو أول خطوة للتحرر منها. تذكر دائمًا: أنت تستحق علاقة تبنيك لا تهدمك، تمنحك الأمان لا الخوف، وتساعدك على أن تكون أفضل نسخة من نفسك.

 

العلاقات السامة: كيف تؤثر على صحتك النفسية والجسدية؟